طفل للوالدين غير ناضجين عاطفيا
هل كنت طفلًا لوالدين غير
ناضجين عاطفيًا؟ هذا المقال
لك.
![]() |
في كثير من العائلات، تكون العلاقة بين الأبناء ووالديهم مؤلمة ومعقدة، مو بسبب غياب الأكل أو التعليم أو الحماية، لكن بسبب الفراغ العاطفي، والإهمال الداخلي اللي ما ينشاف. يمكن تكون كبرت في بيت يبدو “عادي” من الخارج، لكن في الداخل كنت دايمًا تحس بشي ناقص... اهتمام؟ دعم؟ أمان؟ فهم؟
هذا هو بالضبط موضوع كتاب:
"الأبناء البالغين لآباء غير ناضجين عاطفيًا" للكاتبة لينسي جيبسون.
وهو من أهم الكتب اللي تساعدك تفهم "ليش أحس كذا؟"، "هل أنا حساس بزيادة؟"، و"هل اللي مريت فيه طبيعي؟".
في هذا المقال، راح نستعرض معك أبرز أفكار الكتاب بأسلوب بسيط وقريب منك، ويمكن تكتشف فيه نفسك، ويمكن تبدأ رحلة التعافي من الآن.
---
أولًا: من هم "الآباء غير الناضجين عاطفيًا"؟
الوالد أو الوالدة غير الناضجين عاطفيًا هم أشخاص:
غير قادرين على التواصل العاطفي بعمق.
يتجاهلون مشاعر أطفالهم أو يستهزؤون فيها.
ما يعرفون يعتذرون أو يعترفون بأخطائهم.
يتهربون من الأحاديث الجادة أو ينفجرون فجأة.
غالبًا يركزون على أنفسهم، وينتظرون من أطفالهم يفهمونهم هم، مو العكس.
هذول الأهل يمكن كانوا يوفرون لك مأكل وملبس وتعليم، لكن ما قدروا يوفرون لك "حُب غير مشروط"، ولا الاحتواء، ولا الأمان الداخلي. وكل هذا يترك في الطفل جروح خفية تكبر معه، وتتحول لمشاكل في العلاقات، في الصورة الذاتية، وفي طريقة التعامل مع مشاعره.
---
طيب… كيف أعرف إذا أنا من أبناء هذول الأهل؟
لو كنت:
دايمًا تحس إنك لازم تكون مثالي عشان تُحَب.
تحس بتأنيب ضمير لما تحط حدود.
ما تقدر تشرح مشاعرك، أو حتى تفهمها.
تحاول ترضي الناس حتى لو على حسابك.
ما عندك ذكريات عن حوارات عميقة مع أهلك.
تحس إنك "ما تنشاف" أو "ما تنفهم".
ففي احتمال كبير إنك كنت طفلًا لوالدين غير ناضجين عاطفيًا.
---
أنواع الآباء غير الناضجين:
الكتاب يشرح إنهم مو نوع واحد، بل أربعة:
1. الغير مبالين: باردين عاطفيًا، ما يهتمون كثير، وكأنك غير موجود.
2. المنغلقين: يهربون من أي شيء عاطفي أو معقد، دايمًا يقولون "خلصنا دراما".
3. الدراميين: عاطفيين بزيادة لكن بطريقة سامة، دراما، صراخ، مشاعر مبالغ فيها.
4. المتحكمين: يبغونك تمشي على هواهم، حتى أفكارك لازم توافق تفكيرهم.
كل نوع يترك أثر مختلف، لكن كلهم يشتركون في شيء واحد: غياب الأمان العاطفي الحقيقي.
---
طيب، ليش هذا الشي يهمني وأنا بالغ؟
لأن جروح الطفولة ما تختفي لما تكبر.
تتحول إلى:
صعوبة في الثقة بالناس.
علاقات سامة تعيشها بدون ما تدري ليش.
خوف من الحميمية أو التعلق الشديد.
جلد ذات مستمر.
شعور بأنك “غلط” حتى وأنت تسوي الصح.
ببساطة، الطفل الجريح في داخلك ما زال يحاول يفهم ليش ما أحد احتواه زمان.
---
وش الرسالة الأهم من الكتاب؟
أنك مو مجنون، ولا درامي، ولا حساس بزيادة.
كل ما في الأمر إنك كنت تحتاج حب، أمان، واهتمام... وما أحد أعطاك إياه.
والحين، صار الوقت إنك تعطيه لنفسك.
---
كيف تبدأ تتشافى؟
الكتاب يقدم خطوات عملية منها:
1. سمّ الأشياء بمسمياتها: اعترف إن أهلك ما كانوا ناضجين عاطفيًا، مو عشان تكرههم، لكن عشان تفهم نفسك.
2. افصل بينك وبينهم: رأيهم مو حقيقتك. تصرفاتهم مو ذنبك.
3. تعلم تحط حدود: بدون ما تحس إنك أناني.
4. كوّن علاقات آمنة: مع ناس تفهمك وتحتويك.
5. اشتغل على نفسك: بالقراءة، بالعلاج، بالكتابة… بأي طريقة تناسبك.
---
وأخيرًا…
أنت مو مضطر تكمّل حياتك بنص قلب.
كل شعور ما فهمته، كل ألم سكتّ عنه، كل صرخة داخلية ما أحد سمعها…
جاء وقتها تُسمع، تُفهم، وتتعافى.
إنت تستحق تكون محبوب، مفهوم، وآمن… من الداخل.